ماهية تكنولوجيا التعليم
ماهية
تكنولوجيا التعليم:
ما معنى تكنولوجيا التعليم؟ تطور
المفهوم.
يرى ستلر أن كلمة تكنولوجيا مأخوذة من
الأصل اللاتيني Textere
ومعناه تطبيق المعرفة العلمية، ثم انتقلت للمعنى الفرنسي Technique ثم للمعنى الإنجليزي Technology، ثم ترجمت للعربية تكنولوجيا.
وعموماً فإن كلمة تكنولوجيا تتكون من
شقين Techno
ومعناها حرفة أو التطبيق، Logy
ومعناها علم ، ومن ثمَّ فإن تكنولوجيا معناها علم التطبيق.
ثم جاءت جمعية الإتصالات التربوية
والتكنولوجيا ( جصتن ) بعدة تعريفات في أزمنة مختلفة، ومن تلك التعريفات:
** تعريف جصتن1963: الاتصالات السمعية والبصرية
التي تهتم بتصميم واستخدام الوسائل التي تتحكم في عملية التعليم .
** تعؤيف جصتن1967: مجال تطوير وتطبيق وتقييم
الأنظمة والأساليب والوسائل من أجل تطوير التعلم الإنساني.
** تعريف لجنة الرئيس1970: الوسائل المنبثقة
من صور الاتصالات لتحقيق أهداف التعليم بمصاحبة المعلموالكتاب والسبورة كالأفلام
والفيديو والسبورات
الضوئية .
الضوئية .
** تعريف جصتن1972:مجال يعمل على تيسير
المجال الإنساني من خلال تحديد مصادر التعليم وتطويرها وتنظيمها واستخدامها
وإدارتها.
** تعريف جصتن1977: عملية معقدة تشمل الأفراد
والإجراءات والأفكار والأدوات، والتنظيم من أجل تحليل المشكلات، وتنفيذ وتقويم
الحلول المتعلقة بالتعليم الإنساني.
** تعريف جصتن1994: النظرية والتطبيق في
تصميم العمليات والمصادر وتطويرها وإستخدامها وإدارتها وتقويمها من أجل التعلم.
ويتميز هذا التعريف بما يلي:
-
احتوائه إلى النظرية
( المفاهيم والبني والمبادئ والفروض التي تساهم في تكوين البناء المعرفي )،
والتطبيق أي توظيف تلك المعرفة.
-
هدف تكنولوجيا التعليم تفعيل التعلم أي التأكيد
على مخرجات العملية التعليمية، فالتعليم وسيلة التعلم، والتعلم هو الناتج النهائي.
**وعموما فإن تكنولوجيا التعليم عبارة عن:
علم توظيف النظريات والمستحدثات العلمية لتحقيق أهداف التعليم بفاعلية وتمكن
بطريقة أسهل وأسرع وأقل تكلفة .
**العلاقة بين تكنولوجيا التعليم وتكنولوجيا
التربية:
كذلك هناك من يرى أن إن كلمة تكنولوجي
يونانية الأصل وتعنى بمفهومها الحديث علم تطبيق المعرفة في الأغراض العلمية بطريقة
منظمة، وعند تقسيم الكلمة إلى جزئين يعنى الأول منها المهارة والثاني فن التدريس
وبالتالي تكون في مجملها المهارة في فن التدريس.
ويعرف Charles Beard تكنولوجيا التعليم على أنها مجموع ما هو
متوفر من معامل وآلات وأنظمة تم تطويرها واختبارها. وهي ترتبط في الأصل بالعلوم
البحتة Pure Science
وخاصة الرياضيات، إلا أن هذا التعريف لم يتعرض لمدى إمكانية تحقيق الأهداف
التعليمية.
بينما يعرف Henry B. Du التكنولوجيا في حد ذاتها على أنها أكثر من
التطور العلمي وأكثر من إنجاز هندسي وأكبر من القوة الميكانيكية، فهي مجموع
الأدوات والوسائل التي يمكن أن تضيف لحياة الإنسان. وهي القوة التي يمكن أن تؤدي
إلى الاختراعات والمهارات Skills
والأجهزة Equipment
والطرق Methods.
وقد يظن البعض أن الوسائل التكنولوجيا
للتعليم هي الأساليب الحديثة فقط من العملية التربوية أو استخدام الآلات التعليمية
فقط، أو الأجهزة التعليمية لدرجة أن هناك بعض المعلمين من يتباهى بوجود عدد من
الأجهزة التعليمية بمدرسته، أو أنه يدخل الفصل ومعه العديد من الأجهزة التعليمية،
ولكن تكنولوجيا التعليم أشمل من ذلك، فهي قد تتكون من السبورة والطباشيرة والمعامل
والأجهزة التعليمية ودوائر التليفزيون المغلقة والآلات التعليمية والحاسب الآلي
والأقمار الصناعية – المواد التعليمية داخلها – والاستراتيجية التدريسية الموضوعية
لكيفية استخدامها ضمن أي نمط من الأنماط التدريسية.
وأن استخدام الطريقة الحديثة في التعليم
بناء على أسس مدروسة وأبحاث ثبت صحتها بالتجارب هو ما يسمى بتكنولوجيا التعليم وهي
بمعناها الشامل تضم الطرق والأدوات والمواد والأجهزة والتنظيمات المستخدمة في نظام
تعليمي معين بغرض تحقيق أهداف تعليمية محددة من قبل. ويتضح من ذلك أن تكنولوجيا
التعليم لا تعنى مجرد استخدام الآلات والأجهزة الحديثة ولكنها تعنى في المكان
الأول الأخذ بأسلوب الأنظمة (Systems
approach) وهو اتباع منهج وأسلوب وطريقة في العمل
تسير في خطوات منظمة وتستخدم كل الإمكانيات التي تقدمها التكنولوجيا وفق نظريات
التعليم والتعلم. ويؤكد هذا الأسلوب النظرة المتكاملة لدور الوسائل التعليمية
وارتباطها بغيرها من مكونات هذه الأنظمة ارتباطاً متبادلاً.
تطور
مفهوم تكنولوجيا التعليم:
نظراً للتقدم التكنولوجي الكبير في كافة
المجالات المختلفة في هذا العصر الحالي، والذي شمل المجال التربوي سواء في المواد
التعليمية أو التخصصات الفرعية لها، وطرق وأساليب تدريسها، والهدف العام من
العملية التربوية، فقد مرت الوسائل التعليمية بتسميات مختلفة إلى أن أصبحت علماً
له مدلوله وأهدافه وهو تكنولوجيا التعليم وما يهمنا في هذا الجزء هو استعراض
للتطور التاريخي لمفهوم تكنولوجيا التعليم.
أ)
المرحلة الأولى:
1-
التعليم الـمرئي Visual
Insurrection:
يرجع استخدام الوسائل التعليمية إلى
القدماء المصريين، لأنهم أول من فطنوا إلى أهمية استخدام الوسائل التعليمية في
تعليم النشئ الصغير الكتابة والحساب، حيث كانوا يستخدموا قطع من الحجارة والحصى
لتعليم النشئ العد والحساب، وكذلك كانوا يستخدموا النقش على المعابد والأحجار
لتعليم الكتابة – فكانوا يطلقون عليها وسائل معينة على الإدراك لأنها تساعد النشئ
الصغير على إدراك الأشياء التي يتعلمها.
ونظراً لاعتقاد المربين بأن التعليم
يعتمد أكثر على حاسة البصر وأن من 80 إلى 90% من خبرات الفرد في التعليم يحصل
عليها عن طريق هذه الحاسة، لذلك أطلق عليها الوسائل البصرية.
2-
التعليم المرئي والمسموع Audio Visual Instruction:
رغم ظهور مصطلح الوسائل البصرية إلا أنه
ظل قاصراً، لأن التعليم في وجود هذا المصطلح يكون قاصراً على حاسة البصر فقط، في
حين أن المكفوفين يتعلمون عن طريق حاسة السمع، لذلك ظهر مصطلح الوسائل السمع بصرية
وهو يعتمد على حاستي السمع والبصر معاً في التعليم.
3-
التعليم عن طريق جميع الحواس:
وبالرغم من معالجة القصور في مصطلح
الوسائل البصرية، وظهور مصطلح الوسائل السمع بصرية، إلا أن هذا المصطلح به قصور
أيضاً لأنه يقصر التعليم على حاستي السمع والبصر فقط، في حين أن الفرد يستخدم جميع
حواسه المختلفة في التعليم مثل حاسة الشم واللمس والتذوق. لذلك ظهر مصطلح الوسائل
التعليمية وهو أكثر شمولاً ولا يعتمد على حاسة واحدة بل على جميع الحواس المختلفة
للفرد.
ب)
المرحلة الثانية:
وفي هذه المرحلة اعتمدت على أن الوسائل
التعليمية معينات للتدريس أو معينات للتعليم Teaching Aids فسميت وسائل الإيضاح نظراً لأن المعلمين قد
استعانوا بها في تدريسهم، ولكن بدرجات متفاوتة كل حسب مفهومه لهذه المعينات
وأهميتها له، وبعضهم لم يستخدمها، وقد يعاب على هذه التسميات بأنها تقصر وظائف هذه
الوسائل على حدود ضيقة للغاية.
جـ) المرحلة الثالثة:
وفي
هذه المرحلة اعتمدت على أن الوسائل التعليمية تعتبر وسيط بين المعلم (المرسل)
والمتعلم (المستقبل) أو أنها القناة أو القنوات التي يتم بها نقل الرسالة (المادية
التعليمية) من المرسل إلى المستقبل. ولذلك فإن هذه الوسائل متعددة ويتوقف اختيارها
على عوامل كثيرة منها الأهداف التعليمية وطبيعتها والأهداف السلوكية التي يحددها
المعلم، وخصائص الدارسين.
ومن ثم ظهر مصطلح الوسائط التعليمية
المتعددة وتتضمن خلالها وسائط رئيسية – متممة – إضافية – إثرائية.
د)
المرحلة الرابعة:
وفي هذه المرحلة بدأ النظر إلى الوسائل
التعليمية في ظل أسلوب المنظومات (Systems
Approach) أي أنها جزء لا يتجزأ من منظومة متكاملة في
العملية التعليمية، حيث بدأ الاهتمام ليس بالمواد التعليمية أو الأجهزة التعليمية
فقط ولكن بالاستراتيجية الموضوعة من قبل المصمم (Designer).
هذه المنظومة توضح كيفية استخدام
الوسائل التعليمية لتحقيق الأهداف السلوكية المحددة من قبل، آخذاً في الاعتبار
معايير اختيار الوسائل وكيفية استخدامها. أو بمعنى آخر يقوم المدرس باتباع أسلوب
الأنظمة فتكون الوسائل التعليمية عنصراً من عناصر نظام شامل لتحقيق أهداف الدرس
وحل المشكلات. وهذا ما يحققه مفهوم تكنولوجيا التعليم".
وبذلك يمكن القول أن الاهتمام بالوسائل
التعليمية مر في أربع مراحل:
كان الاهتمام في أول الأمر مقصوراً على
اختيار مواد التعلم ثم بدأ الاهتمام بمعنيات التدريس. ثم بدأ الاهتمام بعملية
الاتصال كهدف وغاية وأصبحت الوسائل جزءاً متمماً لعملية الاتصال التعليمية.
وأخيراً أصبح اليوم التركيز على تكنولوجيا التعليم كأسلوب في العمل وطريقة في
التفكير وحل المشكلات.
أهمية تكنولوجيا التعليم
قد يظن البعض خطا أن أهمية تكنولوجيا
التعليم هي أهمية الوسائل التعليمية ، ولكن هناك فرق بينهما حيث أن الوسائل
التعليمية هي جزء من تكنولوجيا التعليم ،وبالتالي فأهمية تكنولوجيا التعليم هي
الأعم والأشمل ، ونقدم هنا أهمية تكنولوجيا التعليم في ثلاث محاور رئيسية :
أولا : أهمية تكنولوجيا التعليم في
العملية التعليمية:
يكمن دور وسائل تكنولوجيا التعليم في
العملية التعليمية في المظاهر التالية:
1- الإدراك الحسي : حيث تلعب الرسوم
التوضيحية والأشكال دورا هاما في إيضاح الكلمات المكتوبة للمتعلم ، وتقرب المضمون
المراد توصيلة له.
2- الفهم : حيث تساعد وسائل تكنولوجيا
التعليم المتعلم على التمييز بين الأشياء والتفرقة ، مثل تمييز الألوان .
3- المهارات : للوسائل تكنولوجيا
التعليم أهمية في تعلم الأطفال مهارات معينة كالنطق الصحيح أو تعلم مهارات رياضية
معينة مثل السباحة وذلك عن طريق أفلام متحركة بطيئة . كذلك استخدام الصور تكسب
الطفل مهارة الرسم واستخدام الألوان .
4- التفكير : تلعب الوسائل التعليمية
دورا كبيرا في تدريب الطفل على التفكير المنظم وحل المشكلات التي يواجهها .
5- تنويع الخبرات : يمكن عن طريق
استخدام الوسائل التعليمية تنويع الخبرات التي تقدم للتلميذ داخل الفصل فيتيح له
الفرصة للمشاهدة ثم الاستماع ، ثم الممارسة والتأمل . وبذلك تشترك جميع حواس
التلميذ في عمليات التعلم مما يؤدى إلى ترسيخ وتعميق هذا التعلم .
6-زيادة الثروة اللغوية :مما لاشك فيه
أن الوسائل التعليمية تزيد من الحصيلة اللغوية للأطفال والتلاميذ بما يسمعوه أو
يشاهدوه من مواقف تحتوى على ألفاظ جديدة قد تكون ذات معنى لهم .
7-بناء المفاهيم السليمة : يمكن عن طريق
تنوع الوسائل التعليمية أن نصل بالتلميذ إلى التعميمات والمفاهيم الصحيحة . فمثلا
قد يظن التلميذ أن كلمة ساق تطلع على كل جزء من النبات يعلو سطح الأرض . ولكن عن
طريق عرض نماذج متعددة وصورا كثيرة من السيقان . فيعرف التلميذ أن هناك ساقا أرضية
وهوائية ومتسلقة ومتحورة .
8- تنمية القدرة على التذوق : من خلال
عرض الأفلام والصور يمكن تعويد الأطفال من الصغر على تذوق الجمال في الطبيعة
والفنون .
9- اختصار وقت التعليم : يمكن عن طريق
استخدام بعض الوسائل التعليمية اختصار الوقت اللازم للتعليم والتعلم ، حيث تمكن
المعلم من عرض كثير من المعلومات في وقت قصير نسبيا.
10- تساعد الوسائل
التعليمية على تنويع أساليب التعليم لمواجهة الفروق الفردية بين التلاميذ.
11- تجعل ما يتعلمه المتعلم باقي الأثر.
12- زيادة ميل التلميذ للتعلم وتحسين
العملية التعليمية ككل .
ثانيا : دور تكنولوجيا التعليم في
مواجهة المشكلات التربوية المعاصرة:
يمر العالم الآن بتغيرات كبيرة سواء على
الساحة السياسية أو الجغرافية أو الاقتصادية والصناعية والتي أثرت بدورها على
التعليم لمواجهة المشكلات والمفاهيم المتجددة وليدة هذه المتغيرات ، والتي من
بينها :
1- الانفجار المعرفي :
يشهد العصر الذي يعيش فيه الآن ازديادا
في صنع المعرفة بمعدلات لم يسبق لها مثيل ، فهذا المعدل الهائل في زيادة حجم
المعرفة في الزيادة والتضخم وربما بسرعة أكبر عما عشناه من قبل ن فتظهر فيه كل يوم
اختراعات وأبحاث واكتشافات جديدة في المجالات المعرفية المختلفة.
ويمكن أن ننظر إلى الانفجار المعرفي من
زوايا ، هي :
ا- النمو المتضاعف للمعرفة وزيادة حجم
المعلومات .
ب- استحداث تعريفات وتصنيفات جديدة
للمعرفة.
ج- ظهور مجالات تكنولوجية جديدة ، كالتليفزيون والفيديو والأجهزة والآلات الحديثة التي بدأ
استخدامها في العملية التعليمية .
د- تضاعف جهود البحث العلمي ، وزيادة الإقبال على البحث العلمي الذي بدورة
قد أدى إلى زيادة حجم المعرفة .
2
- الانفجار السكاني :
حيث ازداد تعداد سكان العالم بسرعة
هائلة ،وهذه الزيادة انعكست بدورها على التعليم حيث ازدادت الفصول الدراسية
والمدرجات بالتلاميذ وأدت إلى :
أ - الاستعانة بالوسائل الحديثة
مثل الدائرة التلفزيونية المغلقة .
ب- تغير دور المعلم من ملقن للمادة إلى
تهيئة مجالات الخبرة للطالب وتوجيه عمليات التعلم وإعداد الوسائل المؤدية لذلك.
ج- ابتداع الأنظمة الجديدة التي تحقق
أكبر قدر من التفاعل والتعلم باستخدام الأجهزة .
ولذلك وجب اللجوء إلى استخدام الوسائل
التكنولوجية المبرمجة في تأمين فرص التعلم وإتاحته لأكبر عدد ممكن من مكان كل دولة
والتغلب على هذه المشكلة.
3- الارتفاع بنوعية المعلم :
المعلم العصري الذي يرتفع على مستوى
التحديدات المعاصرة ، والتي من بينها مواجهة التطور التكنولوجي ووسائل الإعلام ،
وازدحام قاعات المحاضرات والفصول ،وتطور فلسفة التعليم وتحديد دور المعلم والطالب
في العملية التعليمية.
فيجب أن ينظر إلى المعلم في العملية
التربوية على أنه موجه ومرشد للدارسين وليس المقلق والمحفظ لهم ، بل هو المصمم
للمنظومة التدريسية داخل الفصل الدراسي ، من تحديد أهداف وتنظيمها واختيار أنسب
الوسائط لتحقيق هذه الأهداف ، ووضع استراتيجية تدريسية يمكن استخدامها في حدود
الإمكانيات المتاحة له داخل البيئة المدرسية . لذلك كان من الضروري توفير واستغلال
جميع وسائل وتكنولوجيا التعليم لتحقيق هذا الهدف .
ثالثا : دور تكنولوجيا التعليم في
معالجة مشكلات التعليم :
1- انخفاض الكفاءة في العملية التربوية
:
وذلك نتيجة لازدحام الصفوف والأخذ بنظام
الفترتين أو الفترات الثلاث في اليوم الدراسي الواحد .
لذلك أصبحت محاولة رفع مستوى التعليم
وتحسين أداء التلميذ مع هذا الازدحام وتعدد المناهج التي ينبغي أن يدرسها التلميذ
صعبة للغاية .
لهذا يجب استخدام الوسائل التكنولوجية
المبرمجة للتعليم في العملية التربوية لإثارة الدوافع والميول لدى الدارسين ،
ومراعاة عنصر الجذب والتشويق لديهم ، وتكوين المهارات السليمة وتنمية التدريب على
أنواع التفكير السليم .
2- مشكلة الأمية :
لعل هذه القضية خاصة بالدول العربية
ودول العالم الثالث فهي عائقا أمام التنمية في جميع مجالاتها الزراعية والصناعية
والاجتماعية .
ولحل مشكلة الأعداد الكبيرة التي لم
تحصل على القدر الكافي من التعليم ، تسعى الدول جاهدة نحو محو أمية هذه الأعداد
فتنشئ الفصول المسائية ، وتكثر من إنشاء المدارس الابتدائية ، ولكن التزايد في
السكان يفوق التوسع في الخدمات التعليمية .
لذا أصبحت الضرورة تقضي الأخذ بوسائل
التعليم و التكنولوجيا الحديثة في التعليم على أوسع نطاق مثل الاستعانة بالأقمار
الصناعية .
3- نقص أعضاء هيئة التدريس :
إن انتشار التعليم في البلاد العربية في
جميع المستويات سواء التعليم العام أو الفنن أو الجامعي يحتاج إلى كثير من
المعلمين ذوى الكفاءات الخاصة في جميع المجالات الذين يتعذر توفيرهم بالأعداد
اللازمة لسد احتياجات المعاهد والجامعات ومعاهد البحوث التي يتزايد عددها كل يوم .
وفي الوقت نفسه تعمل المؤسسات التعليمية العربية على استقطاب الخبرات العربية من
خارج العالم العربي فإن الحادة تدعو إلى زيادة الاستفادة من هذه الطاقات على أوسع
نطاق عن طريق التليفزيون التربوي أو استخدام الأقمار الصناعية .
اختيار الوسائل التعليمية
قد يعتبر البعض إن اختيار الوسيلة
التعليمية يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لهم بينما يعتبر البعض الأخر أن الاختيار ليس
مشكلة وأن المعلم يمكنه أن يختار ما يشاء من وسائل تعليمية دون النظر لأي اعتبارات
معينة . وفي الواقع إن اختيار الوسيلة التعليمية يقع في إطار عملية تنظيم المنهج
حيث أنها عنصر من عناصر النظام التعليمي .
أسس الاختيار :
1- مناسبة الوسيلة للأهداف التعليمية :
يجب أن توافق الوسيلة مع الهدف الذي نسعى إلى
تحقيقه من خلالها ، كتقديم المعلومات أو اكتساب التلميذ لبعض المهارات أو تعديل
اتجاهاته . لذلك يتطلب إجراء تحليل دقيق للأهداف والذي على أساسه يتم تحديد تتابع
العملية التعليمية ثم تحديد طريقة التدريس بناءا على الأهداف ثم اختيار الوسائل
التعليمية .
2- ملاءمة الوسيلة لخصائص المتعلمين :
ونقصد بذلك مدى ملاءمة الوسيلة لخصائص
التلميذ ، وتشمل النواحي الجسمية ، والانفعالية والمعرفية . فعلى الوسيلة أن ترتبط
في محتواها وأنشطتها بفكر التلاميذ وخبراتهم السابقة ، وأن تناسب قدراتهم العقلية
والإدراكية . وهذا الأساس على قدر كبير من الأهمية ، إذ بدون توفر هذا لا تحقق الوسيلة الفائدة المرجوة من
استخدامها .
3- صدق المعلومات :
يجب أن تكون المعلومات التي نقدمها
الوسيلة صادقة ومطابقة للواقع ، أن تعطى الوسيلة صورة متكاملة عن الموضوع ولذلك
يجب التأكد من أن المعلومات التي تقدمها الوسيلة ليست قديمة أو ناقصة أو محرفة
فإذا ما تبين للمعلم قبل استخدامه للوسائل أنها ناقصة وجب عليه أن يبحث عن الجديد
منها إذا وجد ، أو معالجة هذا النقص أو الخطأ أو التحريف بإضافة المعلومات الجديدة
ومن أمثلة ذلك استخدام معلم المواد الاجتماعية لخرائط التوزيع السكاني للعالم
قديمة . نجدها تقدم معلومات ناقصة نتيجة لحصول كثير من الشعوب على استقلالها وغياب
هذه البيانات في كثير من الخرائط القديمة الموجودة بالمدرسة .
4- مناسبة المحتوى :
إن عملية تحديد ووصف محتوى الدرس تسهل
كثير في اختيار الوسيلة المناسبة لهذا المحتوى . فبعض الموضوعات تحتاج إلى عرض
فيلم والبعض الأخر قد يصلح معها اللوحات التعليمية أو الشرائح الفيلمية . وعلى ذلك
فإن التحديد الدقيق لعناصر الدرس يسهل في عملية اختيار الوسيلة التعليمية .
5-
أن تكون اقتصادية :
يجب أن يكون اختيار الوسيلة التعليمية
على أساس اقتصادي بمعنى أن تكون الوسيلة قليلة التكلفة ، والعائد التربوي منها
يناسب تكلفتها . ويفصل استخدام الخامات المحلية المتاحة في إعداد الوسائل
التعليمية .
6- إمكانية استخدام الوسيلة عدة مرات :
يجب أن تتميز الوسيلة المختارة بإمكانية
استخدامها أكر من مرة ، بل عديد من المرات حيث أن الموقف التعليمي قد يتطلب ذلك أو
إمكانية استخدامها في حصص المراجعة أو تكرار استخدامها في عدة قاعات على مدار
الأسبوع الدراسي .
7- المتانة في الصنع :
يجب أن تكون الوسيلة المختارة متينة
الصنع حيث يسهل نقلها من مكان إلى أخر ، أو من المعمل إلى الفصل الدراسي .
8- السمة الفنية :
عند اختيار المعلم للوسيلة التعليمية
يجب أن يسأل نفسه عدة أسئلة هي :
- هل هي مقنعة من الناحية الفنية ؟
- هل مشوقة وجذابة ؟
- هل الناحية الفنية تفوق الناحية
العملية ؟
9-
تحديد الأجهزة المتاحة :
قبل تحديد اسم الوسيلة التي تستخدم في
الدرس يحب عمل حصر للأجهزة التعليمية الموجودة في المدرسة أو في الإدارة التعليمية
والتي تعمل بكفاءة : فمثلا إن كان المطلوب عرض شرائح فيلمية فيجب التأكد من أن
جهاز عرض الشرائح Slid Projector
موجود ويعمل بكفاءة وجميع أجزائه سليمة وتعمل مثل المصباح الكهربي ، ودافع الشرائح
.
10- التطور العلمي والتكنولوجي :
يجب أن تكون الوسيلة المختارة مناسبة
للتطور العلمي والتكنولوجي للمجتمع ، فقد لوحظ أن بعض المجتمعات غير مهيئة
اجتماعيا واقتصاديا لاستخدام الأساليب التكنولوجية الحديثة .
تعليقات
إرسال تعليق