للكومبيوتر
تأثير فعَّال في شتى المجالات من أهمها مجال التربية والتعليم ، ففي مجال التعليم
والدراسة يقوم الكومبيوتر بتعليم اللغات الأجنبية كما لو كان مدرساً أجنبياً
ماهراً ، أيضاً يقوم بتعليم الرياضيات عموماً والحساب بصفة خاصة بفعَّالية ،
ويقـوم بدور المدرس دوراً يكاد أن يكون كاملاً ، يشرح ويدرب ويصحح الأخطاء ، ثم
يختبر المستوى والقدرة على التحصيل .
ولقد
مر استخدام الكومبيوتر في العملية التعليمية سريعاً من خلال عدة مراحل أهمها :
-
تركيز الحاجة إلى محو أمية الأفراد عن الكومبيوتر ، وبمعنى آخر التعرف على الكومبيوتر
والوعي به .
-
التعرف على البرامج الخاصة بالكومبيوتر .
-
معرفة القضايا المرتبطة بتطبيقات الكومبيوتر في المنهج .
لذلك
فإنه من المناسب تزويد المدارس بأجهزة الكومبيوتر لكي يستخدمها المدرسون في طرق
تدريسهم ، لتبيان تأثيرها الإيجابي على العملية التعليمية . كما أن استخدام
الكومبيوتر في الفصل بطريقة نموذجية يُعد إضافة منظمة لبرنامج التعليم والتعلم
بالمدارس في الوقت الراهن . ويؤدي ذلك إلى ضرورة تضمين المناهج الدراسية مقرراً في
الكومبيوتر . فلقد أصبح الكومبيوتر أكثر أهمية في جميع مجالات المنهج المدرسي .
ومن
ناحية أخرى ينبغي الاهتمام ببرامج الكومبيوتر في المجال التعليمي، وبطرق تصميمها ،
لأنها تعد وسيلة الاتصال بين المستخدم USER وجهاز الكومبيوتر ، ويجب توفير تلك البرامج لتعزيز عملية التعلم .
تلك البرامج قد تكون في مجالات شتى كالرياضيات بصفة عامـة ، والمفاهيم الهندسية ،
والإحصاء على وجه الخصوص .
ولكي
تتسم تلك البرامج بالفعَّالية ينبغي تزويدها بالرسوم البيانية ، وينبغي ألا تقتصر
برامج الكومبيوتر على العلوم الطبيعية فقط كالرياضيات والإحصاء والميكانيكا
والفيزياء والمهام الهندسية ، ولكن يجب أن تتعداها إلى العلوم الأخرى ، ولقد تم
استخدام الكومبيوتر في مجال علم النفس التمهيدي ، وتزايدت برامج التعلم الخاصة
بالكومبيوتر في الكم والكيف منذ عدد غير قليل من السنين .
وفي
الوقت الحالي فإن مصممي البرامج المتعددين صمموا برامج تعليمية تبيِّن جدوى قدرات
الكومبيوتر ، وبناءً على ذلك تم تزويد التلاميذ بقدر أكبر من التعليم أثناء
العملية التعليمية .
إن
الحاجة إلى كم مناسب من أجهزة الكومبيوتر وبرامجها ، وإلى مطوري مقرراتها ، يعد
جزءاً من المتطلبات اللازمة للاستخدام الجيد للكومبيوتر في شتى المناهج ، كما أن
بؤرة الاهتمام تتركز في الإعداد الجيد للمدرسين في مجال الكومبيوتر .
أولاً
: الكومبيوتر والتعليم : COMPUTER AND INSTRUCTION
مما سبق يتضح أهمية الكومبيوتر في التعليم ،
خاصةً في الوقت الحالي ، حيث أن الكومبيوتر في هذا الوقت أصبح جزءاً أساسياً من
الحياة المعاصرة ولا يمكن الاستغناء عنه .
واستخدامات
الكومبيوتر في المجال التعليمي قديمة ، وكانت مرتبطة منذ البداية بجوانب محددة .
إلا أنه في الآونة الأخيرة تعددت هذه الاستخدامات التعليمية ، لذلك يمكن تصنيفها
إلى نوعين :
- استخدامات إدارية - استخدامات في التعليم والتعلم
أ
- الاستخدامات الإدارية :
يعد
استخدام الكومبيوتر في المجال الإداري أول مجالات استخدام الكومبيوتر في التعليم ،
ويزداد هذا الاستخدام يوماً بعد يوم .
ومن
أهم الاستخدامات الإدارية للكومبيوتر :
1
- حفظ معلومات عن المتعلمين :
ومن نوعية تلك المعلومات التي يتم تخذينها
داخل الكومبيوتر الخاصة بالمتعلمين ما يلي :
-
معلومات شخصية : كالاسم ، وتاريخ الميلاد ، والجنس ( ذكر أم أنثى ) ….الخ
-
معلومات دراسية : كالتخصص ، والمواد التي يدرسها ، والمواد التي اجتاز دراسـتها ،
ومسـتوى تقدمـه ، ونتيجـة العام السابق وتقديراته فيما درسه سابقاً ….الخ
-
معلومـات صحية : كالحالة الصحية ، والأمراض المزمنة ، وفصيلة الدم ، …الخ .
-
معلومات مالية : كمصاريف الدراسة ، والمكافآت ، والإعانات ، …الخ .
وغير
ذلك من المعلومات التي يتم تخزينها ، والتي تزيد باستمرار المتعلم في الدراسة
والتغيير المستمر في حالته .
كل
هذه المعلومات تتطلب حفظاً أمنياً ومتابعة جيدة ، وهذا شئ يصعب ، بل قد يستحيل
تحقيقه في الظروف العادية التقليدية .
2
- تصميم الجداول الدراسية :
لا يعد الاحتفاظ بالمعلومات عن الطلاب هو
الاستخدام الإداري الوحيد في العملية التعليمية ، بل أن هناك استخدام آخر لا يقل
أهمية عن الاستخدام السابق ، هو تصميم الجداول الدراسية ، وهي من المهام الشاقة
التي تستغرق وقتاً وجهداً كبيرين .
لذلك
فقد طورت بعض الشركات برامجاً للقيام بتلك المهام الشاقة ، ومنها نظام سقراط SCORATIS من إنتاج شركة IBM
للقيام بالتصميمات الجدولية بمختلف أنواعها .
3 - الكومبيوتر والتقييم
يضطلع
الكومبيوتر في الكثير من الأحيان بتسجيل درجات التلاميذ في أي مقرر دراسي ،
ومتابعتها ، والحصول عليها في أي وقت ، وهذا يمثل معاونة حقيقية عندما تكون أعداد
المتعلمين في الفصول كبيرة .
ويمكن
استخدام الكومبيوتر في تسجيل وتخزين أنشطة الفصل الدراسي ، كذلك تخزين درجات
التلاميذ ووضع تقديرات لها.
إضافة
إلى ذلك يتمكن الكومبيوتر من القيام بمعظم الأعمال الإدارية الأخرى كتحديد
الميزانية وتنظيم جداول الأعمال ، وعموماً يستخدم الكومبيوتر في إدارة وتوجيه
مجموعة من القرارات التربوية أو التعليمية والتحكم فيها . وفي هذه النوع من
التنظيم فإن الكومبيوتر يؤدي بسهولة دور حافظ السجلات.
ب
- الاستخدامات في التعليم والتعلم .
يُقصد
بذلك استخدام الكومبيوتر في عملية التعليم الفعلية ، وأيضاً اضطلاع الكومبيوتر
بالدور التعلمي من خلال استغلاله كوسيلة تعليمية وتعلُّمية تجذب انتباه المتعلم
لما يعرض على شاشة الجهاز واستغلال إمكاناته المتنوعة من لون ، وحركة ، ووميض ،
وصوت . وفي هذا المجال سنتعرض للعناصر التالية :
1
- دواعي الأخذ بتكنولوجيا الكومبيوتر في التعليم والتعلم .
الجدير بالذكر أن عملية استخدام الكومبيوتر
في التعليم والتعلم ، ليست عملية عشوائية ، وإنما تستند إلى العديد من الأسباب :
-
عدم الرضا عن النظام التقليدي في التعليم .
هناك
الكثير من الدلائل والمؤشرات التي تدل على عدم الرضا عن النظام التقليدي في
التعليم منها :
*
ارتفاع نسبـة الأمية في مصر بالرغم من كل المحاولات المبذولة من أجل الإصلاح .
والسبيل الوحيد للقضاء على تلك الظاهرة ، وقف هذا السيل المتدفق من الأميين ، وهذا
لا يتم إلا من خلال البحث عن أساليب جديدة للتعليم ، والأخذ بأساليب التكنولوجيا .
*
ضعف المناهج المقدمة في التعليم العام ، إذ أن هناك الكثير من الموضوعات التي تقدم
في المنهج التقليدي وقد قلت أهميتها ومع ذلك ما زالت تدرس للآن ، بينما هناك
موضوعات استحدثت كدراسة الموضوعات المتعلقة بالكومبيوتر والتي تعد ضرورية في
المجتمعات المعاصرة مع ذلك لم يهتم بها المنهج الحالي.
*
أساليب التدريس المتـبعة في معظم مراحل التعليم المتنوعة تغلب عليها الصفة النظرية
، وتقوم على التلقين من جانب المدرس والحفظ من قبل التلميذ ، وتبعاً لذلك فإن
أساليب التقويم تقيس في معظمها الحفظ دون الفهم . وينتهي الأمر بتخريج نوعية من
المتعلمين سرعان ما تنسى ما حفظته وخاصةً بعد أداء الامتحانات .
-
عدم رضا أصحاب الأعمال عن مستوى الخريجين في العديد من التخصصات ، ويرجـع ذلك إلى
عدم الموائمة بين برامج التعلم ومتطلبات الأعمال المختلفة بالمجتمع .
-
شـعور الطلاب بالملل ، وعدم وجود الدافعية لديهم إلى التعلم نظراً لجفاف التعلم ،
وعدم مراعاته لحاجات الطلاب . فبالرغم من وجود الفروق الفردية بين المتعلمين ، فإن
برامج التعلم المقدمة تعامل هؤلاء المتعلمين معاملة واحدة بغض النظر عن اهتماماتهم
المختلفة .
-
ازدياد الطلب على التعليم بمختلف مراحله ، مما أدى إلى زيادة أعداد المتعلمين داخل
قاعات التدريس زيادة كبيرة .
-
الاستعانة بمعلمين غير مؤهلين علمياً لسد العجز في المعلمين الناتج عن الزيادة
المرتفعة في عدد المتعلمين .
-
الاستعانة بمعلمين غير مؤهلين تربوياً في العملية التعليمية ، هؤلاء من خريجي
كليات أخرى كالعلوم والزراعة والتجارة ………الخ .
-
اضمحلال الإمكانات من حيث الفصول والقاعات الدراسية ، والوسائل التعليمية المتطلبة
، والتجهيزات المعملية .
-
زيادة المعارف الإنسانية في العصر الحالي زيادة كبيرة بالدرجة التي يطلق عليها
الانفجار المعرفي.
وغير
ذلك من الأسباب التي جعلت الفجوة بين الطلب على التعليم ، والموارد والإمكانات
المتاحة تزداد اتساعاً.
ولتضييـق
هذه الفجوة بين الطلب على التعليم ، والإمكـانات والموارد المتاحـة ، لا بد من
استخدام وسائل لزيادة العرض ، تلك الوسائل من أهمها الكومبيوتر .
وتوضـح
تلك المؤشرات أيضاً أن أسلوب التعليم التقليدي أصبح غير مرغوب فيـه . لذلك فإن
الحاجة تدعو إلى أسلوب تكنولوجي معاصر يراعي التلميذ في تعلمه ، ويصل به إلى مستوى
التمكن من هذا التعليم ، وهذا لن يتأتى في غيبة عن التكنولوجيا بصفة عامة ،
والكومبيوتر بصفة خاصة . لذلك وجب تزويد العملية التعليمية بالكومبيوتر من خلال
المناهج الدراسية ، أيضاً تدريب المتعلم على البرمجة بإحدى لغات البرمجة .
فالتعلم
المزود بالكومبيوتر Computer-Assisted Learning( CAL) يؤثر تأثيراً فعَّالاً في العملية التعليمية ، ويجب الأخذ به
نظراً لأنه يمكِّن المتعلمين من الحصول على درجات مرتفعة ، ومن خلاله يمكن
الاقتصاد في الوقت المخصص للدراسة ، وبه يتم تقويم اتجاهات إيجابية لدى التلاميذ
نحو المقررات التي يتم تدريسها لهم من خلاله ، إلى جانب الاتجاهات الإيجابية التي
يمكن أن تتكون لدى التلاميذ نحو الكومبيوتر ذاته .
تلك
الأسباب والدوافع التي دفعت إلى استخدام الكومبيوتر في التعليم ، وغيرها الكثير ،
دقت ناقوس الخطر لعدم استخدام الكومبيوتر في التعليم . وهناك أسباب أخري متنوعة
تناولتها الكثير من الأبحاث والمحاولات لتبيان الأسباب التي أدت إلى ذلك ، ومنها
دراسة تومسون Thomson ( 1988 ) لبيان هذه الدوافع ، وفيها تم إجراء
مقابلة مع بعض معلمي المرحلة الابتدائية ، والذين يستخدمون فعلياً الكومبيوتر في
التعليم ، وقد كانت تعبيراتهم أثناء تلك المقابلة :
-
ينبغي على مدير المدرسة استخدام الكومبيوتر لتخزين معلومات أساسية عن التلاميذ
لتيسير الحصول عليها من قبل إدارة المدرسة وقتما تطلب الأمر .
-
ينبغي على المدرسين المتحمسين لأسلوب حل المشكلات استخدام الكومبيوتر في مجال
التعليم.
-
يجب على المدرسين استخدام الكومبيوتر في مجموعة التطبيقات والتدريبات الخاصة
بالمهارات المتنوعة .
-
على المدرس الذي يقوم بتدريس مقرر الإلكترونيات في المرحلة الابتدائية أن يستخدم
الكومبيوتر .
-
يجب على المدرس استخدام الكومبيوتر لتطوير سلسلة الدروس المتنوعة المتعلقة بالوعي
بالكومبيوتر .
-
إن استخدام الكومبيوتر في التدريس من قبل المعلمين يزيد من اهتمام المتعلمين
بالناحية التعليمية .
-
على المعلمين الذين لم يستخدموا الكومبيوتر من قبل ، البدأ في استخدام هذه النوعية
من التكنولوجيا .
مجالات
استخدام الكومبيوتر في التعليم .
يتم
استخدام الكومبيوتر في التعليم في اتجاهين :
الأول
: استخـدام الكومبيوتر كوسيلة تعليمية حديثة ومبتكرة تجذب انتباه التلميذ لما يعرض
على شاشة الجهاز من خلال استغلال جميع إمكاناته المتنوعة من ألون ، وحركة ووميض ،
أصوات . وهذا لا يتم إلا من خلال تـوفير مجموعـة من البرامـج التعليمية بواسطة
الخبراء والمتخصصين في هذه النوعية من البرامج ، تلك البرامج قد تكون غير متوافرة
بكثرة ، ومن هنا تتجلى صعوبة استخدام الكومبيوتر كوسيلة تعليمية إلا في حدود ضيقة
.
الثاني
: استخدام الكومبيوتر من خلال البرمجة ، ومعنى ذلك تدريب المتعلمين على تصميم
البرامج السهلة الميسرة من خلال إحدى لغات الكومبيوتر عالية المستوى كلغة البيزك
مثلاً ، وهناك من يرى أن هذا الاتجاه ينمي تفكير المتعلمين نظراً لمرور المتعلم في
هذا الاتجاه بمجموعة من الخطوات تشبه إلى حدٍ كبير خطوات تنمية التفكير العلمي ،
من دراسة المشكلة بعمق ، ثم تحويلها إلى صيغ رياضية بقدر الإمكان ، وتحويل الصيغ
الرياضية إلى تعبيرات حسابية باستخدام لغة البيزك ، ثم كتابة البرنامج الذي يتضمن
، تحديد المدخلات وصياغتها ، وتحديد العمليات الأساسية وصياغتها ، وتحديد المخرجات
وصياغتها ، وأخيراً اختبار البرنامج وتصحيح ما قد يوجد به من أخطاء لغوية أو
منطقية ثم تعميمه .
ومن
مجالات استخدام الكومبيوتر في التعليم والتعلم ما يلي :
1-الكومبيوتر
والمعاونة في التدريس :Computer Assisted Instruction
يقصد
بهذا النظام أنه نوع من التعلم الفردي ، والذي يستخدم برنامجاً يقوم بتقديمه
الكومبيوتر كوسيط لعملية التدريس . ولا يعني ذلك أنه يتضمن عملية التدريس عن
الكومبيوتر ذاته ، ولكن المقصود في هذا المجال استخدام الكومبيوتر كوسيلة مساعدة
في تدريس المواد التعليمية في الفصول . ولعل هذا النظام واسع الانتشار ومألوف لدى
العامة من الأفراد ، فهو يقدم المعلومات ويختبر المتعلم ، أيضاً يقدم تدريبات
متنوعة عن معلومات ومفاهيم معينة ، ثم يقيس مدى إتقان المعرفة .
ومن
جانب آخر توجد أربعة أنواع رئيسة من نظام استخدام الكومبيوتر في المعاونة في عملية
التدريس هي :
1)
نظام الممارسة : Practice
ودور الكومبيوتر في هذا النظام إجراء مراجعة
منظمة وتدريب مستمر ، فعلى سبيل المثال في رياضيات المرحلة الابتدائية ، فإن كل
تلميذ يزود يومياً بعدد محدد من التمارين تقدم بطريقة آلية ، وتقيم ، وتعطى
الدرجات بواسـطة البرنامـج دون تدخل من المعلم في الفصل ، ويوائم ذلك النظام
كثيراً موضوعات المرحلة الابتدائيـة
كالرياضيات
والعلوم ، واللغة الأجنبية . وهذا النظام يعد من أكثر أنواع التعلم بالكومبيوتر
استخداماً .
2)
النظام المعلم : tutorial .
يقدم هذا النظام الموضوع للمتعلم مع متابعة
ومراجعة تقدمهم في هذا الموضوع بطريقة مباشرة . ومتى أخطأ المتعلم فإن الكومبيوتر
يقوم بإعادة الموضوع وكأنه معلم فعَّال . أما المتعلمين الذين يظهرون تفهماً ،
ينتقل بهم الكومبيوتر من خلال ذلك النظـام إلى الموضوعات التالية . ومثل هذا
النظام يتيح للمدرس بأن يقضي وقتاً أطول مع المتعلمين الذين لديهم مشكلات ما في
متابعة الدروس .
3)
نظام الحوار : Dialog
.
وهذا النظام يعتبر شكلاً متطوراً من أشكال
التعليم ، حيث يقوم الحوار بين المتعلم والكومبيوتر مما يؤدي إلى التفاعل ،
وبالتالي يتم تعلم الموضوع .
4)
نظام الاختبار : Testing
.
يُعد الكومبيوتر وسيلة مثالية للاختبار ، وعلى
وجه الخصوص في حالات المقارنة بين الصواب والخطأ ، وحالات الاختيار من متعدد ،
وهنا يضطلع الكومبيوتر بمهمة مراجعة الإجابات ومتابعة الإجابات الصائبة ، ومن ثمَّ
تقدير درجة الطالب .
2
- الكومبيوتر وتعزيز عملية التعليم .
إن البرامج بأنواعها المختلفة تعكس استخدام
الكومبيوتر في تعزيز فعَّالية التعلم في مجال المدارس الأكاديمية ، حيث أن برامج
التعلم التي يتم إعدادها في مجال الكومبيوتر تعد عملاً هاماً في تعزيز العملية
التعليمية . ولقد قل الاهتمام بالحديث عن نظريات التعليم والتعلم في ضوء استخدام
الكومبيوتر في العملية التعليمية ، فمثلاً ليس هناك مثالاً تطبيقياً يوضح كيفية
تأثير أجهزة الكومبيوتر على تحسين عملية التعليم ، أو تعزيزها عند استخدامه كوسيلة
تعليمية فقط ، ولكن المتعارف عليه هو أن تصميم البرامج الخاصة بالكومبيوتر هي التي
تعزز العملية التعليمية .
وهذا
رؤية المؤلف في هذا المجال من حيث الاعتماد على تدريب المتعلمين على تصميم بعض
البرامج المتنوعة ، والتعامل مع الكومبيوتر في ضوء تلك البرامج ، وليس تدريبهم على
استخدام الكومبيوتر من خلال برامج جاهزة تم إعدادها مسبقاً للقيام بغرضٍ ما . أي
أن الكومبيوتر ينبغي أن يتعدى كونه وسيلة تعليمية إلى كونه عاملاً مهماً في تعزيز
عملية التعلم من خلال تدريب المتعلم على تصميم برامج في ضوء المشكلات التي تواجههم
.
3
- الكومبيوتر وتعلم أنماط التفكير .
إن
المهارة في التفكير ، والخوض في غمار حل المشكلات وخاصة المعقد منها ، لهو من
الأمور الضرورية والتي يهدف التعليم إلى تحقيقها في المراحل المختلفة .
وللكومبيوتر الجانب الأكبر في القيام بتلك المهمة ، فمن أهم استخدامات الكومبيوتر
في التعليم هي تعلم أنماط التفكير ، ذلك أن الكومبيوتر يساعد الدارسين له على
تنمية أنماط جديدة للتفكير يمكن أن تعاونهم في شتى المواقف التعليمية من حيث
التغلب على الصعوبات التي تواجههم فيها .
جـدوى
استخـدام الكومبيوتـر في التعليـم .
يؤدي
المهتمون بتطوير التعليم دوراً فعَّالاً في البحث عن الوسائل المتنوعة والمتقدمة
التي تعينهم على تحقيق أهدافهم ، ومنها كيفية الوصول إلى أفضل تعلم ممكن . ومن تلك
الوسـائل ، الكومبيوتـر والتعلم المصاحـب له . فالكومبـيوتر يوفر - ولأول مرة -
بيئة تعليمية ذات اتجاهين ، بمعنى أنه عندما يستجيب المتعلم للكومبيوتر ، فإن
الكومبيوتر يقوِّم استجابة المتعلم هذه ، ثم يعطي معلومات محددة للمتعلم تتعلق
باستجابته .
وبمعنى
عام ، أن أول خطوات استخدام الكومبيوتر في العملية التعليمية ، هي التسليم بأهمية
عمل الكومبيوتر ، ذلك لأنه يستطيع تبسيط أكثر المواد تعقيداً ، ويجعلها سلسلة
ميسرة يمكن استيعابها . ولقد أصبحت أجهزة الكومبيوتر أكثر أهمية في جميع مجالات
المنهج المدرسي ، وفي جميع المواد التعليمية . ونتيجة لتزايد التكنولوجيا وتطورها
، وزيادة تعقيد بعض المواد الدراسية ، فإن الحاجة إلى مثل تلك الأجهزة أصبحت ضرورة
ملحة ، وإذا ما تم تطبيق دراسة الكومبيوتر على المراحل التعليمية مع معرفة المتعلم
لمحتوياته وكيفية استخدامه فأنه يصبح ذو أهمية كبرى في العملية التعليمية ،
ونموذجاً فعَّالاً في التعلم ، وحل المشكلات المتنوعة .
ويؤدي
الكومبيوتر ثلاثة أدوار رئيسة في المدارس :
-
تطوير التعليم .
-
تدريس بعض المقررات الأكثر فعَّالية كالرياضيات ، والعلوم .
-
يدرَّس كمادة أساسية ضمن المواد الدراسية ، وفي هذا الصدد يدرس المتعلم الكومبيوتر
من خلال مقرر معين كالبرمجة مثلاً .
ومن
الفوائد التي قد نشعر بها للكومبيوتر في مجال التعليم ما يلي :
1)
الكومبيوتر يقوم بدور المعلم :
يمكن للكومبيوتر أن يقوم بدور المعلم بفعَّالية
، وذلك من خلال تزويده ببعض البرامج البسيطة ثم تدريب المتعلم على كيفية استخدام
مثل هذه البرامج . وفي ضوء ذلك فإن الكومبـيوتر يضطلع بمهمـة شرح الدروس في كل المـقررات
الدراسـية ، وبمهمة تدريب المتعلمين ، وإجراء الاختبارات ، وإظهار النتائج وحفظها
، وتحرير خطابات معنونة لكل طالب لمعرفة نتيجته . أي أن الكومبيوتر يقوم بدور
المعلم دوراً يكاد أن يكون متكاملاً من حيث الشرح والتدريب وتوضيـح الأخطاء ، ثم
تقويم المتعلم من حيث مستواه العلمي وقدرته على التحصيل .
2)
تقديم التغذية الراجعة الفورية .
يقوم الكومبيوتر بتقديم التغذية الراجعة الفورية
لكل متعلم على حدة ، وتشخيص نقاط الضعف ، والمراجعة المتصلة ، والتوضيح وتيسير
المفاهيم الصعبة .
ويقصد بالتغذية الراجعة الفورية في مجال الكومبيوتر
ليس فقط تدعيم الاستجابة الصحيحة ، وإنما معالجة الأخطاء الخاصة بالمتعلم وتصحيحها
. ولما كان التعلم يحدث عند تدعيم الاستجابة الصحيحة بشكل فوري ، لهذا فإن
الكومبيوتر يحدث تعلماً فعَّالاً لأنه يتعدى مجرد تدعيم الاستجابة الصحيحة ، إلى
تشخيص أخطاء المتعلم وتصحيحها .
3)
تحفيز المتعلمين على التعلم .
يعد الكومبيوتر لكونه وسيلة إيضاح متطورة ،
ولإمكاناته وقدراته الواضحة في عرض المواد الدراسية ، جهاز له قوة جذب المتعلم نحو
التعلم ، ونظراً لسهولة استخدام ذلك الجهاز وعرضه السريع للمعلومات التي تركز على
أنواع مختلفة من المعرفة التي تكمن خلف تلك المعلومات ، فإن ذلك يعد حافزاً
للمعلومات للمتعلمين للقيام بتجارب أكثر، وبالتالي إلى تعلم أكثر من حيث الكم
والكيف .
هذا
بالإضافة إلى أنه يمكن تبيان أن الكومبيوتر يعد حافزاً للمتعلمين لتلقي مختلف
أنواع المعرفة من خلال طرق عديدة من أهمها :
*
يقوم الكومبيوتر بمكافأة المتعلمين الذين يستخدمونه ، والمكافأة في هذه الحالة
معنوية .
*
تعد المادة الدراسية المتعلقة بالكومبيوتر من حيث محتواها وتركيبها وتسلسلها
المنطقي دافعاً لأن يتعلمها المتعلمون بجدية واهتمام .
*
الرغبة القوية للتلاميذ - من خلال تصميمهم للبرامج - للعمل على حل المشكلات التي
تواجههم في الرياضيات .
يوضح
ذلك أن الكومبيوتر يحوز انتباه المتعلمين واهتمامهم لدرجة إتقانهم للمادة الدراسية
المتعلقة به ، أيضاً محاولة تطبيق ما تم تعلمه في حل الكثير من المشكلات الرياضية
، هذا ما تم ملاحظته عند تدريس مقرر الكومبيوتر من شغف المتعلمين بالمزيد من
التعلم والممارسة الفعلية على جهاز الكومبيوتر ومحاولة البعض منهم تصميم برامج
متنوعة لأنواع متعددة من المشكلات المختلفة .
4)
المعاونة في تنمية التفكير .
للكومبيوتر أثر فعَّال في حل العديد من المشكلات
التي تواجه المتعلم ، كما أن تكنولوجـيا المعلومات التي نتجت عن الكومبيوتر دائماً
ما تعيد بناء التفكير الإنساني ، والتي بدورها يمكن أن تُحسِّن من النمو الذهني
للمتعلم ، فالمتعلم من خلال الكومبيوتر وتكنولوجيا المعلومات المصاحبة له يتمكن من
التخمين وتحليل المشكلات التعليمية بطريقة أكثر تطوراً . لذلك فإن الكومبيوتر يشجع
التعلم الفردي الذي لن يتحقق إلا من خلال تخصيص جهاز كومبيوتر لكل متعلم على حدة .
أو بقدر المستطاع الحد من عدد المتعلمين على كل جهاز كومبيوتر ( اثنان فقط على كل
جهاز ) .
وخلاصة
القول ، أن الكومبيوتر يُعد وسيلة فعَّالة للتعلم الفردي ، وذلك إذا ما تم
استخدامه استخداماً سليماً ، من حيث الدراسة المتعمقة له ، واستغلال جميع إمكاناته
، وإدراك الأسس السليمة لاستخدامه طبقاً للبيئة المحيطة به .
5)
المعاونة في تنمية التعلم الذاتي .
للكومبيوتر القدرة على تنمية التعلم الذاتي من
خلال البحث والتحري عن كيفية حل المشكلات المتنوعة التي تقابل المتعلم وذلك
باستخدام البرمجة ، ويتضح ذلك من ارتفاع تحصيل المتعلم في كثير من المواد
التعليمية التي تم استخدام الكومبيوتر في دراستها ، كما أن مُستخدمي البرامج
التعليمية المصممة تنموا لديهم خاصية التعلم الذاتي مقارنةً بهؤلاء الذين لا
يستخدمون هذه البرامج استخداماً فعلياً .
6)
المعاونة في تنمية بعض المهارات .
توجد الكثير من المهارات التي ينميها الكومبيوتر
لدى المتعلم والتي من أهمها المهارات المنطقية الضرورية التي تمكِّن المتعلم من
التنبؤ بتتابع أوامر Commands
الكومبيوتر ، أيضاً تنمية المهارات الطبيعية مثل مهارة الكتابة على لوحة مفاتيح Key Board الجهاز .
كما
أن الكمبيوتر يساعد كثيراً في تنمية مهارة حل المشكلات من خلال البحث في غمار
المشكلة ، وكيفية القيام بالخطوات المنطقية لحل تلك المشكلة ، فالكومبيوتر يشجع
المتعلمين على التحقق من المتغيرات الطبيعية التي يهتمون بها ، ويصممون
الاستدلالات والفروض حول تحققاتهم .
7)الكومبيوتر
كوسيلة تعليمية .
يُعد الكومبيوتر لما له من إمكانات متعددة في
طريقة عرض المادة التعليمية ، والتوضيحات التي تنتج من شاشة الجهاز ، والرسوم
المتنوعة سواءً البيانية أو غير البيانية ، وسيلة تعليمية جاذبة للانتباه ومثيرة
للاهتمام . وهناك العديد من المواقف في بعض العلوم كالرياضيات والتاريخ الطبيعي
والجغرافيا يمكن استخدام الكمبيوتر في عرضها بصورة مبسطة ومثيرة للاهتمام .
8)
مميزات أخرى للكومبيوتر في مجال التعليم والتعلم .
بالإضافة إلى المميزات السابقة التي يضطلع
الكومبيوتر بمهمة القيام بها ، توجد فوائد أخرى للكومبيوتر في مجال التعليم
والتعلم منها :
**
إن التعلم الذي يرتبط بتكنولوجيا المعلومة بطريقة عامة ، والكومبيوتر على وجه
الخصوص والذي يتم في الصفوف الأولى من الكليات يمكن أن يساعد في :
1
- زيادة الوقت المخصص للتعلم .
2
- زيادة الاستخدام الفعلي لذلك الوقت .
3
- تزويد المتعلمين بالطرق الحديثة لتلقي البيانات وفهم المعلومات .
4
- تزويد المتعلمين بالطرق الحديثة لمعالجة تلك البيانات .
5
- مساعدة المتعلمين على التقدم الدراسة وزيادة تحصيلهم .
6
- يزيد الكومبيوتر من كفاءة المعلم في التعلم .
**
التعليم الفعلي باستخدام الكومبيوتر له العديد من الفوائد منها :
1
- يمثل التعليم باستخدام الكومبيوتر تطبيقاً لنماذج التعلم في علم النفس .
2
- الكومبيوتر يمكِّن المتعلم من اكتساب نموذج لاستخدام أي مهارة في أداء أي مهمة .
3
- الكومبيوتر يساعد المتعلم على أن يكون أكثر فعَّالية في التعلم من خلال تحليل
أخطاء المتعلم باستخدام الكومبيوتر .
**
وهناك الكثير من الفوائد التي تنتج من التعلم باستخدام الكومبيوتر ككونه نموذجاً
للتعلم ، تلك الفوائد هي :
1
- جذب الانتباه .
2
- إدراك المتعلم لأهداف التعلم .
3
- المراجعة الفورية للمهارات المتطلبة .
4
- إنتاج معلومات جديدة .
5
- تنمية وتطوير وتوجيه عملية التعلم بطريقة أكثر فعَّالية .
6
- تحسين عمل الاختبارات .
7
- تحسين تقويم المتعلم للمعلومات .
8
- الكومبيوتر يحد من الوقت الذي يقضيه المعلم في المهام الكتابية كتصحيح
الاختبارات مثلاً .
9
- يسمح الكومبيوتر للمعلم بالتحكم في العملية التعليمية .
10
- الكومبيوتر ينمي اتجاهات إيجابية بين المعلم والمتعلم .
11
- يزيد الكومبيوتر من الوقت المخصص للتعلم .
ونظراً
لتعدد فوائد استخدام الكومبيوتر في التعليم والتعلم ، وحتى يتم التحديد لتلك
الفوائد ، فإنه يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنواع من الفوائد طبقاً لتأثيرها في كل من
المتعلم ، والمعلم ، والمؤسسة التعليمية .
أولاً
: فوائد خاصة بالمتعلم .
من
الفوائد التي تخص المتعلم ما يلي :
1
- يمكن المتعلم من الاستقلال أثناء التعلم كلٌ بمفرده مما يجعل بعض المتعلمين في
حالة نفسية جيدة .
2
- مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين .
3
- اختيار الوقت المناسب والمكان المناسب لكل متعلم في عملية التعلم .
ثانياً
: فوائد خاصة بالمعلم .
1 - توفير الوقت للمعلم مما يتيح له الفرصة
لتقديم موضوعات أكثر عمقاً .
2
- توفير الوقت للمعلم يتيح له فرصة تبادل الرأي ووجهات النظر والتفاعل بينه
وبين المتعلمين
3
- يوفر الكومبيوتر الفرص للمعلم لعمل البحوث من أجل تطوير المناهج .
ثالثاً
: فوائد تخص المؤسسة التعليمية .
1
- حل مشكلة النقص في المعلمين المؤهلين علمياً .
2
- حل مشكلة النقص في المعلمين المؤهلين تربوياً .
3
- المساهمة في تطوير المناهج .
تعليقات
إرسال تعليق